responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 166

بالصحة، فإن النفس تعافه بالضرورة.

قال: فكذلك الزهد، فالزاهد يأنف من مشاركة الذباب، وقد قيل لبعضهم: ما الذي زهدك في الدنيا؟، فقال:( قلة وفائها، وكثرة جفائها، وخسة شركائها )

قلت: ولكن الدنيا لا يملكها الذباب.

قال: ولكن يملكها اللاهثون وراء السراب.

قلت: فهناك فرق بينهما.

قال: لا فرق بينهما، ولهذا ساوى الله تعالى بين الذباب والبشر في الضعف، فقال تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(الحج:73)

قلت: صدقت، فكلاهما ضعيف الطالب والمطلوب.

قال: وأزيدك مثالا يجعلك ترى عالم الذباب بين يديك وملء بصرك.

قلت: هات.

قال: ذلك الطعام اللذيذ الذي قدم لك.

قلت: أتقصد ذلك الذي تهافت عليه الذباب؟

قال: أجل.. لماذا تهافت عليه؟

قلت: لأنه طعام دسم غني بما يشتهيه الذباب من المطاعم.

قال: فكذلك هؤلاء الذين امتلأت نفوسهم رغبة في الدنيا يسلط الله عليهم

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست