قلت: أما موقف الفئة الأولى، فقد نص
عليه قوله تعالى:{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ
يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ
إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(القصص:79)، فقد اعتبروا قارون صاحب حظ عظيم، فحسدوه
على ما أوتي، وتمنوا أن يكون له مثل ما أوتي.
قال: وما هو موقف الذين أوتوا
العلم؟
قلت: ما نصه علينا القرآن الكريم
كذلك، وهو قوله تعالى:{ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ
اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا
الصَّابِرُونَ}(القصص:80)
قال: فما كانت نهاية الحرص والرغبة
الممثلة في قارون؟
قلت: هو ما قصه القرآن الكريم علينا
أيضا حين قال:{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ
فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ
الْمُنْتَصِرِينَ}(القصص:81)
قال: فمن كسب الرهان من الحريصين أو
من الزاهدين، ومن كان الحق معه؟ ومن تحقق بالكمال؟
قلت: هو ما قصه علينا القرآن
الكريم أيضا، قال تعالى:{ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ
يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا
يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (القصص:82)