responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 163

قال: فالمفلح من؟.. هل الزاهدون أم الحريصون؟

قلت: الزاهدون، بل إن الحريصين حمدوا الله على أنهم لم يؤتوا مثل ما أوتي قارون لئلا يحل بهم ما حل به.

قال: فلماذا يصر قومك على أن يلتحقوا بالعالم الأول، وهم يعلمون حقيقته التي لا تختلف عن حقيقة قارون، بل هم يرددون ما ردد قارون:{ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}(القصص: 78)

قلت: لأنهم يعتقدون أن الأولية والكمال في ذلك؟

قال: أو لم يعلموا:{ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً}(القصص: 78)؟

قلت: ولكن مطالبهم الدنيوية تتطلب منهم ذلك.

قال: لا، بل الحرص الكاذب الذي يمليه فراغ أجوافهم هو الذي يطلب منهم ذلك، فالكمال في الحقيقة لا في المظاهر، وفي الصدق لا في الزور.

قلت: فقد ذكرت لي مثالا من أمثلة الكمال في الزهد، ولكن قومي قد لا يفهمونه حق الفهم، أو قد يؤولونه، فما أسهل تأويل النصوص وإلباسها أي لباس يشاءون.

قال: ولكن النص واضح.

قلت: ولكنهم لن يقرؤوه ولن يفسروه، بل سيكتفون منه بعبارة يجعلونها هي المحكم الوحيد فيه، وما عداه متشابه.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست