responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160

مجالسهم، وينزلك فنادقهم.

قلت: كيف؟ فالزهد يمنعني من مجرد الرغبة، والتفكير في ذلك.

قال: يمنعك من التلطخ، ولا يمنعك من التمتع.

قلت: اشرح لي.. أو بالأحرى مثل لي لما تقول.. فإني لا أطيق التجريد.

قال: سأضرب لك مثلا من القرآن الكريم، ضربه الله تعالى لمواقف الناس من الكبراء الذين كنت تحلم بالقعود معهم، بينما هم لا يساوون شيئا، لأن ضخامتهم مجرد انتفاخ سرعان ما تعبث به رياح الزمان.

قلت: أفي القرآن الكريم الحديث عن هذا؟.. لقد قرأته وحفظته وقلبت الطرف في تفاسيره، فلم أجد مثل هذا.

قال: لعلك قرأته ولم تسمعه، ففي القرآن الكريم كل العلوم وكل حقائق الكون، ولكن لمن سمعه لا لمن قرأه.

قلت: فما هو هذا المثال؟

قال: قارون، فقد جعله الله مثالا على هؤلاء الكبراء الذين صرفوا الناس عن الزهد، فملأوا قلوب الفقراء رغبة في الدنيا، فأراد الله أن يبين لهم ما ينتظر ذلك الحرص والرغبة من جزاء.

قلت: لقد قال الله تعالى في شأنه:{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ } (القصص: 76)

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست