responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 159

قال: إن قومك في مجالسهم يميزون بين الكبار والصغار، فيجعلون لكل منهم محله الخاص به.

قلت: نعم، فللكبار كراسيهم التي تتناسب مع طولهم وعرضهم، بينما الصغار لا تتناسب معهم إلا الكراسي الصغيرة لصغر أحجامهم.

قال: أنا لا اتحدث عن صغار السن، بل عن الصغار المحتقرين المستضعفين.

قلت: وأنا لا أتحدث إلا عنهم، فإنهم في منطق الكبراء، أو نتيجة للهزال الذي عرضهم له الكبراء صارت كراسيهم لا تختلف عن كراسي الصغار.

قال: ففي أي المجالس تحب أن تجلس أنت، أو يحب أن يجلس قومك؟

قلت: إن أردت الصراحة، فإنه لا أحد من الناس إلا ويحلم بالجلوس على تلك الكراسي الوثيرة، والركوب في تلك المراكب الفارهة، والنزول في تلك الفنادق الفخمة ذوات النجوم الكثيرة.

قال: فأنت إذن تحب مصاحبة الكبار..

قلت: لست وحدي في ذلك، بل كل قومي.. بل أحسب ذلك طبيعة إنسانية.

قال: نعم هي طبيعة إنسانية.. بل طبيعة كونية، فالكمال محبوب بالطبع.

قلت: فما علاقة هذا بهذه الجائزة؟

قال: الزهد هو الطريق الوحيد الذي يضعك مع الكبار، ويجلسك

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست