الربيع الفاني، واستبدلنا بها ربيع الأزل.
قال: بل أنتم فعلتم أخطر من ذلك.. بعتم الله بالعدم، وبعتم الجنة بالمستنقعات.. وبعتم السعادة بالأحزان..
قلت: فما المخرج؟
قال: الزهد..
قلت: تقصد رفع الهمة عن الدنيا..
قال: إن استطعتم أن ترفعوا الهمة عن الأكوان جميعا، وتكتفوا بالله.. فستنالون من يديه ما لا يخطر لكم على بال.. وما لا تستطيع أحلامكم أن تفكر فيه.
الكمال:
قال لي المعلم، وقد رآني مستغرقا فيما قال: هاك الجائزة الثانية التي أنعم الله بها على الزهاد.
مددت يدي، وقلت: هاتها.
ابتسم، وقال: امدد يد بصيرتك، فما تمتد إليه يد جارحتك ينفد.
قلت: تعودنا ألا نعرف المدد إلا في اليد.
قال: ولذلك تنكرون الزهد، وتنكرون فيوضات الله وأمداده على عباده الزاهدين الذين اصطفاهم بالكمال حين رفعوا هممهم إليه وإلى ما عنده.
قلت: فأنا في انتظار جائزة الكمال، فما هي؟