responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 157

قال: لا يوجد ما هو أعظم من تصوير القرآن الكريم للحقائق.

قلت: ولكن الحقائق تحتاج أحيانا لتفسيرها، فمن الناس من لا يطيق تفهم الحقائق لكثافته وغلاظة طبعه، ولا أنكر أني مبتلى ببعض هذا الطبع.

قال: أخرجت إلى الحقول في الربيع الجميل؟

قلت: وكيف لا أخرج، وهل الدنيا إلا جمال الربيع وزهر الربيع ونسائم الربيع.

قال: فهل رأيت الأزهار المتفتحة، والأعشاب النظرة..؟

قلت: والجمال المتدفق الحي الذي يشرق من الجبال والوهاد، وكأن الدنيا كلها تبتسم.. بل ترسل ضحكات عريضة.

قال: فهل مررت به في الصيف عندما ترسل الشمس لهيبها؟

قلت: عندها يتحول الحي ميتا، والجمال دمامة، وتنقلب الابتسامة الجميلة آهات وأحزانا.

قال: فهذه هي الدنيا.. أيام معدودة من الابتسامة.. ثم يعقبها صيف الألم وخريف الأحزان.

قلت: والآخرة؟

قال: الآخرة ربيع دائم، فهل تستبدل الربيع الذي لا يستمر إلا أياما معدودة بالربيع الذي لا تفنيه الأيام، ولا تبلي ثيابه السنون.

قلت: فهمت المثال.. لكأني بنا قد غرقنا في نسائم زهرة من زهرات هذا

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست