responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل:96)

قال: نعم، فقد كنت تقرأ هذه الآية، ولم تكن تسمعها، فالله تعالى يرغبك في الآخرة ببقائها، ويزهد في الدنيا بفنائها، ودينار دائم تملكه خير من عشرة آلاف ما تستقر في يدك حتى تخرج منها.

قلت: بل إن الله تعالى لا يصف متاع الدنيا بالنفاد فقط، بل يصفه بالقلة، فمتاع الدنيا أقل من متاع الآخرة، قال تعالى:{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى}(النساء: 77)

قال: وفي هذه الآية أعظم الرد على من يصفون الزهد بالسلبية، ويصفون الزاهد بالكسل.

قلت: كيف؟

قال: ألم يقل الله تعالى في هذه الآية:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً}(النساء:77)

قلت: نعم، فالله تعالى يخبر عن علة كسل المتقاعدين وسلبيتهم.

قال: ولا سبب لذلك يذكره إلا حرصهم على الدنيا ورغبتهم في البقاء فيها، فلذلك أخبرهم أن متاع الدنيا قليل يستحق أن يرغب عنه، ومتاع الآخرة

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست