الخصاصة[1]، وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين.
فإذا صلى رَسُول اللَّهِ a انصرف إليهم فقال:( لو تعلمون ما لكم عند اللَّه تعالى لأحببتم أن
تزدادوا فاقة وحاجة )[2]
ثم التفت إلى نفسي، فإذا
بالاعتراض لا يزال مستقرا لم أستطع قلعه، فقلت: ولكن القافلة في سفر قصير.
قال: والدنيا سفر، وهي أقصر
مما تصور، ألم تسمع قول الحق تعالى:{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}(يونس:45)
قلت: بل قد نص على هذا آيات من
القرآن الكريم، قال تعالى:{ َاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ
وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ
يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ
الْفَاسِقُونَ}(الاحقاف:35)، وقال
تعالى:{
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}(النازعـات:46)
قال: بل نطق بهذا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فعن عبد اللَّه بن مسعود قال: نام
رَسُول اللَّهِ a على حصير فقام وقد أثر في
جنبه. قلنا: يا رَسُول اللَّهِ لو اتخذنا لك وطاء. فقال:( ما لي وللدنيا! ما أنا
في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم