responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148

قال: أرأيت لو أن أصحاب تلك القافلة لم يعطوا شيئا لإخوة يوسف u، أكانوا سيبيعونه لهم؟

قلت: نعم، لأن غرضهم التخلص منه.

قال: فسماهم الله زاهدين.

قلت: نعم، لقد زهدوا في أخيهم، وفضلوا تلك الدراهم القليلة عليه.

قال: فكذلك الزاهد الذي تحقق بهذا المقام من مقامات الدين، فإنه يقارن بين ما ادخر الله له في الآخرة إن أرضى الله، وبين المتاع الدنيوي، فيرى عظمة ما ادخر بجانب ما يرى من متاع، فتنصرف نفسه إلى متاع الآخرة، زاهدا في متاع الدنيا.

قلت: أيسعد بذلك؟

قال: كل السعادة.. ولهذا عالجت الشريعة آلام الفقير بحضه على الزهد، أي ترك الرغبة فيما لم يؤت، وتوجيهها إلى الرغبة في الله وفيما في يد الله.

قلت: فالذين يحرمون الفقير من الزهد يسيئون إليه.

قال: كل الإساءة.. لأنهم حرموه من التسلي بما ادخر له عما لم يؤته.

قلت: فاضرب لي على ذلك مثالا.

قال: أرأيت إن كنت في سفر مع قافلة من القوافل، وكان في القافلة أمير محسن، فوهب الكل هبات مختلفة، ولكنك كنت المحروم الوحيد في القافلة.. أكنت تحزن لذلك وتتأثر له؟

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست