responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

قلت: ذلك أرحم لي، ولا يضرني ما اعتقدوا.

قال: فإن أظهرتها بما اشتريت من المتاع.

قلت: خرجت من وصف الفقر إلى وصف الغنى.

قال: في نظرهم، أم في حقيقة الحال؟

قلت: في نظرهم، لأني كنت غنيا قبل نظرهم، بدليل عدم حل الزكاة لي.

قال: فكذلك الزهد.

قلت: فما وجه المقارنة؟

قال: أي سلوك أو مقام من مقامات الدين لا ينفك عن ثلاثة أمور: العلم والحال والعمل، فالعلم دافعها، والحال حقيقتها، والعمل مظهرها وثمرتها.

قلت: اضرب لي مثالا على ذلك من الحس، فإني لا أكاد أفهم المعاني المجردة.

قال: أرأيت لو قربت إلى نار لتحرق بلظاها، ماذا كنت ستفعل؟

قلت: أصيح وأولول، وأدفع بجهدي كله من يريد أن يلقيني فيها.

قال: فهذا العمل، أتعلم أنه لم يكن ليحصل منك ما حصل لولا العلم والحال.

قلت: كيف؟

قال: علمك بأن النار محرقة ملأ نفسك رعبا منها، وذلك الرعب جر إلى ذلك الصياح الذي وقعت فيه.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست