قال: لو كانوا يؤمنون بها لوصولوا
إلى الحقيقة من أقرب أبوابها؟
قلت: كيف؟
قال: هي ذي الإحصائيات أمامهم..
الانتحار.. التلوث.. الإدمان.. الشذوذ.. العصابات.. الجرائم.. الإبادة..
وغرق المعلم في العد، فقلت: أظن
أنني اقتنعت، فالإسراف سبب الهلاك.
قال: هلاك الفقير والغني.
قلت: صدق الله العظيم إذ قال:{ وَلا
تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا
يُصْلِحُونَ}(الشعراء:151 ـ 152)
جوهرة
الزهد:
صعدت مع المعلم طابقا آخر
في قصر القناعة، فوجدنا شعاعا عظيما متلألئا، سألت المرشد عنه، فقال: هذه جوهرة نفيسة
من جواهر القناعة، اسمها الزهد.
قلت: نحن نعرف هذا الاسم،
لكن قومي يمقتونه ويسبونه ويضحكون على أهله، ويكتبون الكتب الكثيرة في الرد عليهم،
ويحاضرون المحاضرات الطويلة ليحاصروهم ويحبسوهم.
قال: عن أي زهد يتحدثون؟
قلت: هم يطلقون القول
إطلاقا..
قال: أخطأ من أطلق، فالحكمة
تطلب التقييد، ألم تسمع إلى الحق تعالى