responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140

القوالب التي تضعون فيها الفخار لتكونوا منها أواني تأكلون فيها وتشربون.

قلت: فهل الإنسان آنية فخار، حتى يوضع في القوالب؟

قال: نعم لأن أرباب المصالح من المترفين يأبون إلا أن يشكلوا عقول الناس وقلوبهم وأهواءهم بحسب ما تتطلبه خزائنهم من أموال، وفراغهم من شغل.

قلت: كيف؟

قال: هم يمجدون الرذيلة، إن كانت سببا لكسب يدر عليهم الأرباح، وهم يحقرون الفضيلة، ويرمونها بأبشع التهم إن وقفت حائلا بينهم وبين مآربهم.

قلت: فلو سمعوا بك إذن لقتلوك؟

قال: هم لا يستطيعون قتلي، ولكن يستطيعون التشويش علي، ومن شوش عليك خنق صوتك، ومن خنق صوتك قتله.

قلت: ومن قتل صوتك قتلك.

قال: لا.. لن يستطيع.. يوشك أن يهلك الباطل ليرتفع صوت الحق، فالحق لا يموت، ألم تسمع قوله تعالى:{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}(الاسراء:81)

قلت: فكيف يكون هذا النوع من الإسراف سببا للهلاك؟

قال: لقد سمعت الآية، فالباطل الذي يصادم الحق لا بقاء له، ألم تسمع هذا المثل الذي ضربه الله تعالى:{ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست