قال: أتعلم معنى قوله تعالى:{ وَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَغْلِبُونَ}(فصلت:26)
قلت: نعم، فالله تعالى يخبر عن المشركين
أنهم تواصوا فيما بينهم أن لا يطيعوا القرآن ولا ينقادوا لأوامره، فإذا تلي لا
يسمعوا له.
قال: وبماذا توسلوا إلى ذلك؟
قلت: باللغو، وهو ـ كما قال مجاهد
ـ المكاء والصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا قرأ القرآن.. وكانوا يلغون
بقصص اسفنديار ورستم كما فعل مالك بن النضر ليصرف الناس عن القرآن، ويلغون بالصياح
والهرج. ويلغون بالسجع والرجز..
قال: كل ذلك أساليب قديمة، أما في
عصركم، فقد تطورت أساليب الشيطان في المحاصرة كما تطورت أساليب سدنته في اللغو.
قلت: أتقصد أن كل هذه المحلات التي
يوزع فيها اللهو بالمجان هي نوع من أنواع المحاصرة واللغو؟
قال: نعم.. هي زنازين تحاصر
المدمنين عليها.. ليحيوا حياتهم جميعا فلا يعرفوا من أين ابتدأوا، ولا أين
سينتهون.
قلت: أهذا هو خطر هذه الوسائل
الحديثة؟
قال: هذا جزء من مخاطرها.. أما
خطرها الأكبر، فهي أنها قوالب كتلك