responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136

جاءه اليقين من ربه وأني لأرجو له الخير، واللّه ما أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل بي )، قالت، فقلت:( واللّه لا أزكي أحداً بعده أبداً )[1]

فهذا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول عن نفسه هذا، وقد قال تعالى مشيرا إلى هذا المعنى:{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (الاحقاف:9)

قلت: أهذا أيضا من الإسراف؟

قال: بل من أخطر الإسراف، فمثل هذا القول الذي يحمل روائح التألي على الله يجعل من أولئك الأقزام الملطخين أولياء صالحين يتهافت الخلق على الاقتداء بهم.

قلت: لقد استطردنا، فهات المثال الثالث.

قال: لم نستطرد، بل هذا هو المثال الثالث.

قلت: أهو الإسراف في الألقاب، والإسراف في توزيع الجنان.

قال: ليس هذا فحسب، بل تسرفون في تعظيم عصركم وتبجيله، وتعتبرونه القمة التي وصل إليها التاريخ، وكأن ما قبلكم مقدمات لكم وأنتم النتيجة، أو كأن ما قبلكم همج بدائيون، وأنتم وحدكم أرباب الحضارة وصناعها، وهذا كله مؤذن بهلاككم.

قلت: كيف يكون سببا لهلاكنا؟


[1] البخاري.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست