قال: فكذلك الألقاب هي التي
تعرف بأصحابها، وتدعو إليهم، ألستم توزعون الألقاب كما تشاءون، فتسمون الجاهل
بالحكيم، والفاسق بالفنان، والمرابي برجل الأعمال؟
قلت: بلى.
قال: ولا تكتفون بألقاب
الدنيا، فتضيفون إليهم ألقاب الآخرة وأجزيتها؟
قلت: كيف؟
قال: ألا تقولون عن الداعر
الفاسد الذي يسب الله في ظلام الليل وضوء النهار إذا مات:( تغمده الله برحمته،
وأسكنه فسيح جنانه ) فلم ترضوا أن تسكنوه الجنة حتى أسكنتموه فسيحها.
قلت: أجل، وما في ذلك؟
قال: ألم تسمع ما روي عن أم العلاء - وكانت بايعت
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قالت:( طار لهم في السكنى
حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين عثمان بن مظعون، فاشتكى عثمان فمرَّضناه
حتى إذا توفي أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقلت:( رحمة اللّه عليك أبا
السائب شهادتي عليك، لقد أكرمك اللّه تعالى، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( وما يدريك أن اللّه تعالى
أكرمه؟)، فقلت:( لا أدري بأبي أنت وأمي )، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:( أما هو فقد