قال تعالى في
بنيان الجنة:{
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ
مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ
اللَّهُ الْمِيعَادَ}(الزمر:20)، ولكن المحرم أن يتطاول في البنيان.
قلت: وما الفرق بينهما ما
دامت النتيجة واحدة؟
قال: لا.. ليست النتيجة
واحدة، فالمتطاول في البنيان قد يبني ما لا حاجة له إليه، لأن غرضه ليس ملأ جوفه
الفارغ فقط، وإنما ليظهر انتفاخ جوفه أمام جيرانه.
قلت: ذكرتني بقول ابن رشيق القيرواني:
مما
يزهدني في أرضِ أندلسٍ
أسماء
مقتدرٍ فيها ومُعْتضِدِ
ألقابُ
مملكةٍ في غيرِ موضعِها
كالهرَّ
يحكي انتفاخاً صَوْلة الأسدِ
المثال الثالث:
قال: صدق شاعركم، وقد كانت
تلك الألقاب المنتفخة التي أسرف فيها حكام الأندلس سببا في خراب الأندلس.
ابتسمت وقلت: وهل في
الألقاب أيضا إذن إسراف؟
قال: نعم.. وأعظم إسراف..
أليست واجهات المحلات هي الألقاب التي