المثال الثاني:
قلت: فما المثال الثاني؟
قال: هو ما عبر عنه a بقوله:( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )[1]
قلت: هذا حديث عن علامة من علامات الساعة، فما علاقته بهذا؟
قال: وهل علامات الساعة إلا علامات لهلاك الأرض والأمم؟
قلت: ولكن هذه العلامات أخبار، وهي لا تحمل أي معنى تشريعي، فلا يستطيع أحد أن يستدل بهذا على تحريم التطاول في البنيان.
قال: نحن لا نتحدث عن الحلال والحرام.. فذلك للفقهاء.. ولكنا نتحدث عن أثر هذا النوع من الإسراف في الخراب والفساد والهلاك.
قلت: فلا أرى في هذا أي فساد، بل هو العمران والحضارة والرقي، فلولا التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية ما حققنا هذه المنجزات؟
قال: ولكن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لم يقل:( يطيلون البنيان ) وإنما قال:( يتطاولون في البنيان ) وهو ما فعلتموه، فوقعتم في الإسراف.
قلت: أتقصد أن التفاخر في التطاول في البنيان هو الإسراف لا إطالة البنيان؟
قال: نعم، وهو ما نطق به a، فليس محرما أن يطيل الشخص بنيانه، وقد
[1] البخاري ومسلم.