تكثيرهم مؤذن بهلاك القرى،
وهل المترفون إلا المسرفون؟
قلت: اضرب لي أمثلة على
هذا، لعلي أعي ما تقول.
قال: سأضرب لك على هذا
أربعة أمثلة.
المثال الأول:
قلت: أعلم غرامك بالأربع،
فهات المثال الأول.
قال: أنتم تسرفون في
السيارات.
قلت: السيارات ضرورة، فهي
من المراكب التي خلقها الله لنا، ألم يقل الحق تعالى:{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (النحل:8)
قال: وكذلك الطعام، فهو من
الخلق الذي خلقه الله لنا، ومع ذلك كان متعرضا للإسراف.
قلت: فما الإسراف في
السيارات؟
قال: هذا الكم الهائل من
السيارت بأنواعها المختلفة، وأثمانها المرتفعة، والتي لا يحتاج إلى أكثرها ألا
تؤذي ـ بالخراب الذي تنشره في الجو ـ ملايين الرئات التي لا تتنفس هواء، وإنما
تتنفس سموما.
قلت: هذا صحيح، فالبيئة في
خطر، ولكن كيف يصلحون ليدرؤوا منافذ الفساد؟
قال: بترك الإسراف، فما حل
الإسراف في شيء إلا أفسده، ألم تسمع قول