قلت: لا.. بل يخرج الأمر من
يده، بل قد يخرج الأمر من يد المطفئين أنفسهم.. فنحن نسمع الحرائق الهائلة التي
تعجز الدول العظمى عن إطفائها.
قال: فلذلك أخبر الله تعالى
عن المسرفين أنهم لا يفسدون فقط، بل يفسدون، ويتركون الإصلاح.
قلت: فليس ترك الإصلاح إذن
مرادفا للفساد؟
قال: ليس في القرآن الكريم
مرادفات ولا تكرارا، بل في كل كلمة معنى جديد، وحقائق جديدة، ألم تسمع قوله تعالى
في وصف كتابه:{
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ
حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت:42)، والتكرار لغو، واللغو باطل، والقرآن الكريم منزه عن
اللغو.
قلت: فهمت هذا.. ولكن ما
علاقة ذلك بالهلاك العام الذي يحيق بالمسرفين؟
قال: ألم تسمع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وهو يقول:( يكون في آخر هذه الأمة
خسف ومسخ وقذف، قيل: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:( نعم، إذا كثر
الخبث )[1]، فقد اعتبر a كثرة الخبث سببا للهلاك العام.
بل أشار إلى هذا قوله تعالى:{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ
نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا
الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}(الاسراء:16)، فتأمير المترفين أو