responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123

قال: لا.. الزهاد من الأولياء، والأولياء يفهمون عن الله ويأتمرون بأمر الله، وإنما أقصد الرهبانية التي قال الحق تعالى فيها:{ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا } (الحديد: 27)

قلت: ولكن من زهاد هذه الأمة من وقع في مثل هذه الرهبانية.

قال: فلا نسميه زاهدا.

قلت: فماذا نسميه؟

قال: راهبا، كما سماه القرآن الكريم.

قلت: فما الضابط الثاني؟

قال: ترك الإسراف، لأن من أكل فوق حاجته كان كمن يريد أن يملأ خزان وقود سيارته بربطه بعين ماء مغدقة، أو ببئر متدفق.

قلت: لعل هذا ما يشير إليه قوله a:( المؤمن يأكل في معي واحد والمنافق يأكل في سبعة أمعاء)[1]

قال: أتدري سر ذلك؟

قلت: وما سر ذلك؟قال: لأن المؤمن ـ حقيقة الإيمان ـ ممتلئ ثقة بفضل الله، فلا يشعر بالفراغ الذي يشعر به الكافر والجاحد والذي لم يكتب الإيمان في قلبه.

قلت: ألهذا إذن قال تعالى:{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ}(محمد: 12)، أي هم في دنياهم يتمتعون بها ويأكلون منها كأكل الأنعام، خضماً وقضماً ليس لهم همة إلا في ذلك.قال: ولهذا ربط الله تعالى بين الإسراف والكفر كما مر معنا، فالكافر لا يرى في النعمة ما يراه المؤمن من فضل الله، فينشغل بتناولها كما تنشغل البهائم بالرعي.


[1] ) البخاري وغيره.

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست