الذي خلق انواع البساتين
والمزارع الحاوية على أنواع الأشـجـار والنباتات ، فمنها ما يعتمد في موقفه على
الأعمدة والعروش حيث تحمل ما لذ وطاب من الـفـواكه والثمار، وتخلب بمنظرها الساحر
العيون والألباب ، ومنها ما لا يحتاج الى عريش ، بل هو قـائم على سوقه يلقي بظلاله
الوارفة على رؤوس الادميين ، ويسد بثماره المتنوعة حاجة الانسان الى الغذاء.
قال: وبعد أن أغرى الحق تعالى
عباده بتناول هذه الشهوات بين لهم ضوابط تناولها، وهي ثلاثة: الأكل منها والإنفاق
والاقتصاد.
قلت: كيف يكون الأكل ضابطا
من ضوابطها، وهو ضرورة؟
قال: ليرد على الذين حرموا
ما أحل الله، واعتقدوا الكمال في التعفف عما رزق الله من الطيبات، ألم تسمع قوله تعالى:{ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ
اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}(لأعراف:32)