responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

خلافتكم اقتضى أن يوكل بعض من رزقكم لبعض.

قلت: ليس بعض رزقنا فقط، بل كل رزقنا، فنحن تحت رحمة الأغنياء.

قال: لو كان كل رزقكم بيد الأغنياء لما عشتم لحظة واحدة.

قلت: كيف؟

مد يده إلي، فأغلق فمي وأنفي، فصحت بيدي، وقد كدت أختنق: لماذا تحاول قتلي، ألست تلميذك؟ وهل أخطأت في شيء؟

قال: لقد أجبتك عن سؤالك.

قلت: كيف تجيبني، وأنت تخنقني.

قال: تصور لو أن هؤلاء الأغنياء الذين تتوهمهم قد ملكوا رزقك، فمنعوك منه، ملكوا هذا الهواء الذي تتنفسه، أكنت تعيش بعده لحظة واحدة؟

قلت: كلا.. إلا إذا استعبدوني لمصالحهم.

قلت: صدقت.. فالله هو المدبر، ولولا تدبيره لهلك الخلق جميعا.

قال: فخذوا من تدبير الله، وتخلقوا به، لتحفظوا وجودكم، وتقتلوا الفقر الكافر الذي يتربص بكم ويستعبدكم.

قلت: أي فقر يتربص بنا، ونحن نختزن ثروة العالم، ألم تعلم ما أفاء الله على بلاد المسلمين من ثروات النفط.. الذهب الأسود؟

قال: إن الله لم يرزقكم ذلك الذهب لتعلقوه على أعناق الحسان، وتهدروه في المواخير، وإنما لتنصروا به المستضعف، وتملأوا به البطون الخاوية،

اسم الکتاب : كنوز الفقراء المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست