قلت: هذا ما تفعله المرأة
الحكيمة المدبرة، أما الخرقاء، والتي هي سبب فقر زوجها، فإنها قد تضعه جميعه في
القدر في يوم واحد.
قال مندهشا: وسائر الأسبوع،
ماذا تفعل فيه؟
قلت: تقترض من جيرانها، أو
تضطر زوجها للسؤال والشحاذة.
قال: فسبب الفقر إذن قد
يكون سوء التدبير.
قلت: هذا صحيح.
ثم التفت، وقلت: ولكني إلى
الآن لا زلت مصرا على سؤالي.
قال: تقصد العلاقة بين
تدبير الله وتدبير العبد.
قلت: أقصد سر كون التدبير
تخلقا من أخلاق الله.
قال: لقد ذكرت لك بأن الله
دبر أقوات الأرض في أربعة أيام، أي أن هذه الأقوات تنزل بقدر معين، بل إن القرآن
الكريم سماها أقواتا، والقوت هو الرزق المحدود المعتدل.
قلت: فذلك يشبه إذن تدبير
المرأة الحكيمة.
قال: بل إن تدبير المرأة
الحكيمة هو الذي يشبه هذا التدبير، فهي متخلقة بأخلاق الله.
قلت: نعم لقد دبرالله رزق
الرضيع تدبيرا حكيما، ولكنه وكل تدبير حياتنا نحن الكبار لنا، فليته دبرها كما
يدبر الرضيع.
قال: لو كان الأمر كذلك لما
احتجتم إلى شيء.. ولكن البلاء الذي اقتضته