اسم الکتاب : شمائل النبوة ومكارمها المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93
فقال الرجل: انطلق بسلام، فلست أريد
أنطلق معك، قال: ما أنا بوادعك، فانطلق، فأتى به النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فقال: (أحقا أنا أصبتك؟) قال:
نعم، قال: (فما تريد؟) قال: فأستقيد منك، فأمكنه من الجريدة، وكشف عن بطنه، فألقى
الجريدة من يده، وقبّل سرّته، وقال: (هذا أردت، لكي ما يقمع الجبار من بعدك)[1]
[الحديث: 311] عن أبي هريرة أو أبي سعيد
قال: كان رجل من المهاجرين، وكان ضعيفا، وكان له حاجة إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فأراد أن يلقاه على خلاء فيسأل
حاجته، وكان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
معسكرا بالبطحاء، وكان يجيء من الليل، فيطوف البيت، حتى إذا كان في وجه السّحر
صلّى بهم صلاة الغداة، فحبسه الطّواف ذات ليلة حتى أصبح، فلما استوى على راحلته
عرض له الرجل، فأخذ بخطام ناقته، فقال: يا رسول الله، لي إليك حاجة، قال: إنك
ستدرك حاجتك، فأبى، فلما خشي أن يحبسه خفقه بالسوط، ثم مضى، فصلى بهم صلاة الغداة،
فلما انفتل أقبل بوجهه إلى القوم، وكان إذا فعل ذلك عرفوا أنه قد حدث أمر، فاجتمع
القوم حوله، فقال: أين الرجل الذي جلدت آنفا؟ فأعادها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فجعل الرجل يقول: أعوذ بالله، ثم
برسول الله، وجعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (ادنه ادنه)، حتى دنا منه، فجلس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بين يديه، وناوله السوط، فقال: (خذ
بمجلدك فاقتص). فقال: أعوذ بالله أن أجلد نبيه، فقال: (إلا أن تعفو)، فألقى السوط
وقال: قد عفوت يا رسول الله، فقام إليه أبو ذرّ فقال: يا رسول الله، تذكر ليلة
العقبة، وأنا أسوق بك، وأنت نائم، كنت إذا سقتها أبطأت، وإذا سقتها اعترضت، فخفقتك
خفقة بالسوط، وقلت: قد أتاك القوم، وقلت: (لا بأس عليك)، فدعا برسول الله أن يقتص،
قال: (قد عفوت)، قال: اقتص، فهو أحب إليّ، فجلده رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فلقد رأيته يتضوّر من جلد رسول
الله a، ثم قال: (أيها
[1] رواه ابن حبان في صحيحه، وأبو
الحسن بن الضحاك، سبل الهدى(7/68)
اسم الکتاب : شمائل النبوة ومكارمها المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93