اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43
الديني
والسياسي الذي يمكن أن يلتف حوله الشعب ليخلصهم من الدكتاتورية، واسترعى ذلك خصوصا
انتباه المثقفين والعلمانيين الذين كانوا يتصورون أن الدين أفيون الشعوب إلى أن
لاحظوا بأعينهم تلك البطولات التي بذلها الإمام الخميني، والطاقة التي وفرها
لأتباعه.
بالإضافة إلى تلك الأحداث وغيرها مما
حصل في طهران، كان الإمام الخميني في مدينة (قم) مركز الحوزة العلمية، يقوم كل
ليلة بالمشاركة في مجالس عزاء إحدى مناطق المدينة، كما أن الخطباء كانوا يتحدثون
عن الأوضاع السياسية للبلاد ويبلغون الناس رأي الإمام فيها، وهكذا كان الإمام يحظى
باستقبال كبير في كل مجلس عزاء يزوره، وقد أثار هذا قلق السلطة وخوفها؛ ذلك أن
فضحها كان يتم من قبل شخص له منزلته الخاصة في قلوب الناس.
ولهذا حاول كبار مسؤولي الحكومة
الاجتماع بخطباء المنابر والتحدث إليهم في محاولة لثنيهم عن التشهير بالحكومة أو
على الأقل التحدث ضمن حدود معينة، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، فالإمام
الخميني اجتمع بكبار علماء قم وبحث معهم سبل إيصال النهضة إلى ذروتها في شهر محرم،
فاقترح أن يذهب العلماء إلى المدرسة الفيضية يوم العاشر من المحرم ليخطبوا في جموع
الناس التي توافدت على قم من كل حدب وصوب، وقد حظي هذا الاقتراح بموافقة العلماء[1].
وانتشرت حينها إشاعات من أجهزة الأمن
تفيد بأن الشاه أمر الجيش بمهاجمة قم يوم العاشر من المحرم كما فعل في مسجد
گوهرشاد، وذهب وعاظ البلاط إلى قم واجتمعوا بالعلماء في محاولة لثنيهم عن تنفيذ
قرارهم، لكنهم لم ينجحوا في إقناع الإمام الخميني