اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 44
الذي أعلن عن موقفه الصريح قائلا: (لقد
اتخذت قراري النهائي، ولن تستطيع الإشاعات والتهديدات التي يمارسها النظام ثنيي عن
تنفيذ قراري)
وبعد يأس النظام من ثني الإمام عن قراره
بالطرق غير المباشرة قرر اعتقاله، ففي صبيحة العاشر من المحرم وعندما كان منزل الإمام
مكتظاً بحشود الناس للمشاركة في مجلس العزاء، جاء رئيس جهاز الأمن (الساواك) إلى
هناك وقال للإمام (جئت من قبل معالي الشاه لأبلغك بأنه لو خطبت اليوم في الفيضية
فسيهاجم رجال الكوماندوس المدرسة، ويفعلون ما يفعلون)، لكن الإمام ردَّ عليه بكل
قوة: (ونحن سنصدر الأوامر لرجالنا الكوماندوس ليقوموا بتأديب رجال معالي الشاه)
[1]
وفي عصر يوم العاشر من المحرم، قام الإمام
الخميني بإلقاء خطابه التاريخي على الرغم من تلك التهديدات، وقد كان ذلك الخطاب
بمثابة البيان الأول الذي وضع للثورة الإسلامية الأسس التي يمكن أن تساهم في
نجاحها، فقد قال فيه: (نحن الآن في عصر عاشوراء، وعندما كنت أتأمل حوادث يوم
عاشوراء؛ خطر ببالي هذا السؤال: إذ كان يزيد يعادي الحسين فقط، فلماذا قام أزلامه
بتلك الممارسات الوحشية المنافية للأصول الإنسانية بحق النساء والأطفال الأبرياء؟
ترى ماذا كان ذنب هؤلاء؟ ما الذي فعله طفل الإمام الحسين الرضيع؟ (بكاء
الحاضرين).. أنا اعتقد أن أولئك كانوا يحاربون ويعادون أساس الموضوع، فبنو أمية
وحكومة يزيد، كانوا يعادون آل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وبني هاشم، وكانوا يريدون القضاء على هذه الشجرة
الطيبة. وهنا يطرح هذا السؤال نفسه وهو إذا كانت حكومة الجبابرة في إيران تعادي
العلماء والمراجع فما شأنها بالقرآن والمدرسة الفيضية؟ ما شأنها بطلاب العلوم
الدينية؟ ما الذي فعله الشاب ذو الثمانية عشر ربيعاً للشاه؟ (بكاء الحاضرين) ما
الذي فعله