اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41
وكان لذلك الاعتقال آثاره في الأوساط
الشعبية، حيث أثار موجة عارمة من الاحتجاجات وفجّر انتفاضة [الخامس عشر من خرداد]
الواسعة، التي بادر أزلام النظام الشاهنشاهي وقواته للتصدي لها بكل قسوة ووحشية،
وهكذا كانت تندلع كل حين أصناف التظاهرات والحركات المقاومة إلى أن أذن الله بنصره.
وسنذكر هنا بعض ما ارتبط بذلك من أحداث
وكلمات للإمام نرى فيها قدرته على كسر شوكة الشاه وشرطته ومخابراته، وقد صارت تلك
المواقف البطولية بعد ذلك أسوة للشعب الإيراني يستلهم منها كل أنواع البطولة
والقدرة على المواجهة.
وقد بدأت تلك الأحداث في شهر محرم (عام
1383هـ)، وكان سببها النهي عن كل أشكال التظاهر إحياء لمناسبة عاشوراء وأن من يفعل
ذلك سيعرض لعقوبات صارمة.
وكان في إمكان الإمام الخميني حينها أن
يفعل مثلما يفعل أكثر العلماء من استعمال التقية، والحفاظ على نفسه، لكنه لم يفعل،
ولم يأبه بتلك التحذيرات المشددة، وإنما وجه رسالة إلى الوعاظ والخطباء وطلبة
العلم جاء فيها: (إنّ الحكم المتجبر ينوي أخذ تعهُّد من المبلّغين وأصحاب مجالس
العزاء بعدم التحدُّث عن المظالم، وأن يتركوا الحكم يفعل ما يريد.. إنني أرى من
الضروري هنا التذكير بأنه ـ فضلاً عن أن هذه التعهدات ليست لها أية قيمة قانونية
ولا تترتب على مخالفتها أية آثار سلبية ـ فإن الذين يأخذون هذه التعهدات هم مدانون
وتجب ملاحقتهم.. عجيب أمر هؤلاء الذين لا يخجلون، إنهم يدَّعون أن كل الشعب معهم
ومع ذلك فهم يقومون ببث الرعب وممارسة القمع في أرجاء البلاد. فإن كان ادعاء هؤلاء
صحيحاً، فليتركوا الشعب حرّاً خلال هذه الأيام لنرى عندها حجم الدعم الشعبي الذي
يتمتعون به، وليرى العالم حقيقة الملايين الستة التي صادقت على الإصلاحات، وبغير
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 41