اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
الخدمات للوالد، بل للوالدين. لقد ذكرت
هذا الموضوع لتدركوا مدى أهمية المسألة عند الله عز وجل) [1]
هذا النموذج الأخلاقي العالي الذي
تعمدنا نقله مع طوله يدل على العمق الإيماني والروحاني والأخلاقي الذي كان يفكر به
الإمام الخامنئي ويعيشه، ليس في مرحلة كهولته أو شيخوخته فقط، بل ابتداء من شبابه
الباكر.
رابعا ـ قدرة
القائد على البذل والتضحية:
وهي من الصفات التي تميز القادة الكبار
الذين يعيشون معاناة الثورة على الظلم، ويتحملون كل شيء في سبيلها، مثلما فعل
الأنبياء وورثتهم عليهم السلام، والذين تعرضوا لكل أنواع المحن من أجل تحقيق
العدالة، كما قال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ
بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران:
21]
وقد
تعرض قادة الثورة الإسلامية إلى كل أنواع المحن والآلام، بل سار الكثير منهم شهداء
في ذلك الطريق المليء بالأشواك، وكان قدوتهم في ذلك جميعا الإمام الخميني الذي قضى
الكثير من عمره يدفع ثمن مواقفه البطولية، فقد اعتقل وسجن ونفي، وبقي كذلك إلى أن
أعاده الله إلى بلاده منتصرا، من غير أن يذعن أو يتنازل.
وقد
كان اعتقاله الأول هو الشرارة التي بقيت آثارها تنتشر كل حين، لتعم إيران جميعا،
وقد حصل ذلك في 5حزيران 1963، بعد خطاب ألقاه بمناسبة العاشر من محرم (سنة 1383
للهجرة)، اعتبر فيه الشاه وإسرائيل المسؤول الأول عن معاناة الشعب الإيراني.