responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39

البقاء في قم من قِبَلك تماماً ثم تذهب إلى مشهد وتبقى هناك. وكن على ثقة بأن الله عز وجل قادر على أن ينقل دنياك وآخرتك من قم إلى مشهد، تأملت في هذا الكلام العميق مدة من الزمن، فرأيته يحمل بين طيّاته نداءً عجيباً، حيث أن الإنسان بإمكانه أن يتعامل مع الله عز وجل. كنت أتصور أن دنياي وآخرتي تقتصران وتتحددان في مدينة قم فقط. وإن كان بإمكاني البقاء في قم لكان لي أفضل، لأني كنت مولعاً بالمدينة والحوزة العلمية فيها أيضاً، وكذلك بالحجرة التي كنت أسكن فيها هناك ولهذا كان يصعب عليّ أن انتزع حبّ هذه المدينة من قلبي! لأني كنتُ أتصور بأن دنياي وآخرتي تتلخص في قم، رأيت أن هذا الرأي حسن وطيب، ولابد أن أذهب بالوالد إلى مشهد، ثم أبقى إلى جانبه ـ لوجه الله ـ وأنا واثق بأن الله تبارك وتعالى، إن شاء فسيأتي بدنياي وآخرتي من قم إلى مشهد!) [1]

ثم ذكر حاله بعد ذلك، فقال: (بعد هذه الرؤية، اتخذت قراري الحاسم، وعندها اطمأن قلبي وزال الهمّ والغمّ عن صدري، وانتهت فترة الحرج والكآبة، وانقلب كل شيء رأساً على عقب؛ أي أنني هدأتُ تماماً، وتخلصتُ من الاضطرابات، فعدت إلى البيت بمعنويات عالية، ملؤها البِشر والفرح والهدوء والسكينة، شاهدني الوالد والوالدة مراراً ـ في أول مرة ـ كئيباً مضطرباً، لهذا استغربا في الآونة الأخيرة من فرحتي وبشاشتي، فاستبقتهما بقولي: (أجل، لقد قررتُ أن أرجع معكم إلى مشهد لم يصدقا ما سمعاه منّي في البداية، لأنهما كانا يستبعدان اتخاذ هذا القرار من ناحيتي؛ أي أن أترك إقامتي في قم. أجل ذهبتُ إلى مشهد، في حين أغدق الله تبارك وتعالى عليّ بتوفيقات جمّة هناك، وعلى كل حال، باشرتُ مسؤوليتي الجديدة وعكفت على الاعتناء بالوالد العزيز.. انطباعي الآن هو، أن تهيأت لي الظروف للحصول على بعض التوفيقات في الحياة، كان نتيجة إسداء تلك


[1] المرجع السابق، ص44.

اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست