اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30
وهي من الصفات الأساسية للقائد الناجح،
وخاصة إذا كان يحمل هدفا رساليا يدعو به إلى ما دعا إليه الأنبياء عليهم السلام
وورثتهم، ذلك أن الأخلاق هي جوهر الدين، ومظهره الأكبر، ولا يمكن للقائد أن يكون
ممثلا للدين دون أن يكون متحليا بما يتطلبه من أخلاق.
وقد أشار إلى هذا النوع من الشروط قوله
تعالى في وصف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾
[آل عمران: 159]
وعند تطبيق هذا الشرط على إمامي الثورة
الإسلامية الإيرانية الخميني والخامنئي نجده في أرقى درجاته؛ فكلاهما يمثلان القيم
الرفيعة للأخلاق والروحانية السامية، وكل من رآهما وصحبهما شهد لهما بذلك، وذلك من
أكبر أسباب انجذاب الإيرانيين لهما، فلا يمكن للقائد الذي لا يضبط سلوكه أن ينجح
في التأثير، بل إن فضائحه قد تجعله غرضا لكل السهام.
وقد
اعتبر الإمام الخامنئي هذه الصفة من أهم صفات الإمام الخميني، وسر كل ما حققه من
نجاح، يقول عنه: (أودّ الإشارة على هامش الحديث إلى أنّ جهاد هذا الرجل العظيم لا
يقتصر على الجهاد السياسي والاجتماعي أو الجهاد الفكري، وإنّما رافق كلَّ حالات
الجهاد هذه جهادُ الباطن وجهادُ النفس والالتزام بالارتباط الدائم والمستمر بالله
سبحانه وتعالى، وهذا درس لنا؛ إذا ما خضنا ساحة الجهاد الفكري أو الجهاد العلمي أو
الجهاد السياسي فهذا لا يعني أنه يحقّ لنا الإعراض عن هذا القسم من الجهاد، لقد
كان إمامنا العظيم من أهل الخشوع والبكاء والدعاء والتوسل والتضرع. ولطالما كرّر
في شهر شعبان المبارك هذه الفقرة من المناجاة الشعبانية خلال كلماته قائلًا:
(إِلهي هَب لي کَمالَ الِانقِطاعِ إِلیكَ وَأَنِر أَبصارَ قُلوبِنا
بِضِیاءِ نَظَرِها إِلَیكَ حَتَّی تَخرِقَ أَبصارُ القُلوبِ
حُجُبَ النّورِ فَتَصِلَ
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 30