اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 31
إِلیمَعدِنِ العَظَمَة)؛ هكذا كان
سلوك الإمام. فإنّ بكاءه في الأسحار، ومناجاته، ودعاءه، واتصاله الدائم، كلّها
كانت تشكّل الدعم المعنوي لمتابعة واستمرار جهاد هذا الرجل العظيم)[1]
ومن يطالع بيانات وخطب وكلمات الإمام
الخميني يلاحظ هذه المعاني بكل سهولة، ومن الأمثلة على ذلك قوله في تأبين السيد
أشرفي أصفهاني، وبيان صفاته، وكونها ممثلة للشخصية الإسلامية: (كم هم سعداء أولئك
الذين يمضون العمر في خدمة الإسلام والمسلمين، وينالون في آخر العمر الفاني، الفيض
العظيم الذي يتمناه عشاق لقاء الله.. كم هم سعداء وفي منزلة سامية، أولئك الذين
سعوا طوال حياتهم إلى تهذيب النفس والجهاد الأكبر، والتحقوا في نهاية حياتهم بكل
فخر، بركب الشهداء على طريق الحق وفي سبيل تحقيق الأهداف الإلهية.. كم هم سعداء
ومنتصرون أولئك الذين لا يقعون في الشراك الشيطانية والوساوس النفسانية خلال
رحلتهم في الحياة بكل تعرجاتها وسموها ودناءتها، واخترقوا آخر حجاب بينهم وبين
المحبوب، بتضرجهم بدماء الشهادة، والالتحاق بمقر المجاهدين في سبيل الله.. كم هم
سعداء ومحظوظون أولئك الذين أداروا ظهورهم للدنيا وزخارفها، وقضوا العمر بالزهد
والتقوى، وفازوا بأسمى مدارج السعادة في محراب العبادة وفي خلال إقامة الجمعة، على
يد أحد المنافقين والمنحرفين الأشقياء، والتحقوا بأسمى شهداء المحراب الذين
التحقوا بالملأ الأعلى بفعل اليد الخائنة لأشقى الأشقياء)[2]
هذه هي القيم النبيلة التي مثلها الإمام
الخميني في حياته جميعا، ولذلك استطاع أن يزرع في كل قادة الثورة الذين تأثروا به
هذه المعاني، والتي أخرجت لنا جيلا من المفكرين
[1]
كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الذكرى السادسة والعشرين لرحيل الإمام الخميني،
شبكة المعارف الإسلامية.