اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288
رابعا ـ الثورة
الإسلامية.. والحركة الواعية:
من
أهم الأساليب التي استعملها قادة الثورة الإسلامية لتحقيق الانتصار تحريك الشعب
ليقوم بدوره في مواجهة الاستبداد والفساد بعد إقناعه بذلك بالأساليب المتعددة،
والتي سبق ذكر نماذج عنها في هذا الفصل.
وهذه
الأساليب مع كونها مشابهة في ظاهرها لكل الثورات، فلا ثورة من دون حركة شعبية،
لكنها مختلفة عنها كثيرا في شفافيتها ووضوحها وسلميتها ومطالبها وقيادتها وكل شيء
فيها.. فقد كانت شعارات الثورة ومطالبها هي نفسها التي تحققت بعد ذلك، على خلاف
أكثر الثورات.
وقد
شهد لها بهذا التفرد كل المفكرين الموضوعيين الذين تأثروا بها، وبقيادتها، وبطريقة
تحريكها، ومن الأمثلة على ذلك ما كتبه عنها داعية اللاعنف [جودت سعيد]، والذي أشاد
بها كثيرا على الرغم من انتقاداته اللاذعة لكل الحركات الإسلامية، أو الثورات التي
وقعت في التاريخ.
وقد
عزا تلك الإشادة لعبقرية محركها الإمام الخميني، ذلك أنه استطاع ـ كما يذكر ـ
ولأول مرة في التاريخ، أن يجعل الفقيه العالم وليا وسلطانا، فمما كتبه في [مجلة المجلة] تحت عنوان [ما
شأن الخميني؟] قوله: (ما قصة ولاية الفقيه؟ دعوني أتخيل.. إن مشكلة علاقة المثقف
والسلطة مشكلة قديمة وحديثة قديمة جداً وحديثة جداً أيضاً لأن مشكلة المعرفة
والسلطة في بؤرة ما بعد الحداثة الآن وأنا أعيش في هذا التخيل.. الإنسان هو
المعرفة هو التمييز هو القدرة على اختيار المميز كانت السلطة خلال التاريخ للقوة
ولم يكن للعلم، والعلم كان تابعاً للقوة: أي كأن العقل تابعاً للجسد! وكأن العضلات
هي التي تسيطر على الجهاز العصبي وليس العكس.. كأن الخميني سيطر عليه هاجس هذا
الموضوع وعز عليه أن يسيطر الجهل على العلم والعضلات على العقل، وأنف أن يقبل هذا
الوضع الثانوي
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288