اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 269
كان
يستعمل مصطلحات مشابهة مثل [الحرب الإعلامية] و[الحرب الثقافية] و[الحرب المخملية]
و[حرب الأفكار] حيث إن هذه المصطلحات والمسميات بقيت رائجة في الأوساط العالمية.
4.
حديث الإمام الخامنئي عن الحرب الناعمة يقع في إطار رؤيته الشاملة للصراع الحضاري والاستراتيجي
الشامل مع الغرب الاستكباري وهو ليس وليد اللحظة الراهنة، فالنظرة والرؤية الاستراتيجية
للمشروع الغربي الأمريكي واضحة وثابتة جدا، ففي خطاب ألقاه سنة 2000 قال فيه: (إن
المشروع الأمريكي والغربي أيا كان الاسم لم يكن مشروعا عسكريا، بل كان إعلاميا
بالدرجة الأولى، وتم تنفيذه أساسا عن طريق اللافتات واليافطات والصحف والأفلام
وسواها، ومن يدقق في هذا الموضوع سيلاحظ أن خمسين أو ستين في المائة من المشروع قد
نفذ عبر وسائل الإعلام والأساليب الثقافية)[1]، وبذلك فإن المسميات
والمصطلحات وتسويق المنتجات الجديدة في عالم الاستراتيجية (حرب ناعمة / غزو ثقافي
/ حرب باردة / حرب نفسية..) أمر غير جوهري، المهم جوهر المشروع لا اسمه.
ثالثا ـ الثورة
الإسلامية.. والإقناع العقلي:
من
المميزات التي نراها في الخطاب الثوري لقادة الثورة الإسلامية الإيرانية ذلك المزج
بين الخطابين العاطفي والروحي مع الخطاب العقلي، باعتبارهم جميعا ـ كما رأينا ذلك
سابقا ـ يهتمون بالعلوم العقلية والكلامية والفلسفية، ولهذا نجد هذه اللغة عندهم
في طرحهم لكل القضايا.
وهي
ميزة مهمة تجعل من الأتباع يتحركون عن وعي وإدراك لما يفعلون، وليسوا