اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26
وعندما نطالع خطب الإمام الخميني
والحوارات التي أجريت معه نرى ذلك العمق في فهم الواقع بجوانبه المختلفة، ومن
الأمثلة على ذلك ما قاله في الرد على بعض الصحفيين عندما سأله قائلا: (إن سعر
النفط الإيراني متدن كثيراً مقارنة بدول الأوبك. هل تعتقدون بأن سعر النفط الإيراني
معقول مقارنة بالسلع الرأسمالية المستوردة من الغرب، أم تفكرون بإجراء تعديلات
عليه؟)
فأجابه
الإمام الخميني ببداهة: (إن الطبقة الرأسمالية الغربية، وبدافع الحصول على أكبر
حجم من الأرباح وكذلك امتصاص الأزمات الاقتصادية، تسرف في استهلاك النفط إلى حد
كبير دون أن تفكر بتبعات ذلك على مستقبل العالم إذا نضبت هذه المادة الحيوية.. وإن
هذه الأزمة سوف تؤدي إلى فقدان الدول المنتجة للنفط قدرتها الشرائية بعد أن ينضب
احتياطي النفط، كذلك ستضطر الدول الأخرى إلى دفع مبالغ باهضة من أجل الطاقة.. لذا
فإن قضية النفط، لا تقتصر على الأسعار فقط التي ليست عادلة حالياً.. القضية هي أن
للنفط دوره المرجو والمدروس في اقتصاد الدول، والأحرى بالدول الغنية بالنفط أن
تكرس جهودها لأحداث تنمية حقيقية في اقتصاداتها وليس نمواً كاذباً، ونحن سوف ننظم
سياستنا النفطية على هذا الأساس، وفي هذه الحالة سنعمل على قدم المساواة وبصورة
عادلة بالنسبة إلى أسعار النفط ومشتقاته، وأسعار السلع التي نشتريها)[1]
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، وهي جميعا
تدل على مدى استيعاب الإمام الخميني للواقع الدولي والمحلي، كما شهد له بذلك السيد
علي الخامنئي حيث قال: (لقد كان يعرف إيران جيداً: فمن جهة كان يدرك موقعها
الجغرافي الحساس والمصيري، ويعي جغرافيتها السياسية ومواردها الطبيعية والإنسانية،
ويحيط بتطلعاتها وأهدافها وآمالها الكبيرة، ومن