اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 250
وأفهموهم
أن الدنيا في يد أقليّة ظالمة ومليارات الأشخاص المظلومين يرزحون تحت نير هذه
السلطات الصغيرة بالنسبة للشعوب) [1]
ويضرب الإمام الخميني لتلك الوفود الأجنبية
وغيرها المثال بالشعب الإيراني الذي استطاع بفضل توجهه الروحي أن ينتصر، وأن يحصل
على معونة الله ومدده للانتصار، يقول: (حصل في إيران تحوّل روحي جاء من غلبتكم
للطاغوت وكسرِكم إيَّاه كَسْراً حيَّر الدنيا كلها على قولكم، وكان هذا التحول
يفوق ذلك التحيّر.. تجلَّى في إيران تحوُّل روحي جعل هذا الشعب الذي كان يخشى
شرطياً ينصبّ في الشوارع شيباً وشُبّاناً هاتفاً: نحن لا نريد الملِك.. كان يخشى
الشرطيّ أمسِ، واليومَ أصبح هكذا.. وهذا التحوُّل الروحي عطية من عطايا الله، فشعب
كان يعمل ألف حساب وحساب في معاملاته خشية الزيادة والنقص صار يسلُك هذا السلوك
الإنساني في برهة من الزمان مؤلّفاً بين أبنائه)[2]
ثم يذكر نموذجا للتحول العميق الذي حصل
للشعب الإيراني، والذي استحق به النصر الإلهي العظيم، فقال يذكر بعض الحوادث ناقلا
لها عن بعضهم: (رأيت امرأة في المظاهرات حين كانوا يتظاهرون بيدها ماعون فيه نقود،
فحسبتها فقيرة، حتى إذا وصلتها رأيتها تقول: اليوم عطلة، وهؤلاء الذاهبون الآن
ربّما يريد بعضهم أن يتكلّم بالهاتف، وليس معهم نقود، فأعددت هذه النقود لهم)
[3]
ثم علق عليه بقوله: (هذا عمل صغير،
لكنّه كبير جدّا.. إنه لتحوُّل فائق العظمة في برهة من الزمان هي الوقت الذي كانت
فيه الثورة والضغط عليها، الوقت الذي ـ على ماكنتُ أسمع ـ كان فيه هؤلاء السادة
يمرّون في الشوارع يعبرونها تُبذَل لهم الرغائب من الأطراف