اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251
والبيوت، يسقونَهم، يُعَطّرونهم،
يطعمونهم.. لقد نشأ حسُّ التعاون الإنساني في حال الثورة، وكانت عظمة هذه الثورة
الروحية أكبر من عظمة تلك الثورة الواقعة في الخارج.. ولو حفظنا هذه الثورة وحفظها
السادة، لَعلموا أنّها أعظم الانتصارات كلها) [1]
ولهذا أيضا كان يحذر من كل سلوك يؤذي
الثورة، أو يصورها بصورة غير لائقة، يقول: (احفظوا هذه الثورة الروحية، لقد حققنا
الآن جانباً من النصر، وهو رفع الموانع، وقد سبق إضراب وقِلَّة دخل، فلا يجوز لكم
أن تتلافوا ذلك، وتعوّضوا مِن إضرابِكم بنهب أموال الناس. فإن يحصل مثل هذا، تذهب
تلك الروحية الإسلامية الإلهية، وإن تفقد تلك الروحية، نفقد النصر أيضا. هذا ما يجب
أن تحفظوه، هذا التحوّل الروحي يجب أن تحفظوه، ولا يقولوا: انتهى ما كان، فكيف
نستقبل ما يكون.. لا ينبغي أن يمضي كل إلى علمه، ويمارس كل كسبه بنحو يأتينا فيه
الناس كل يوم كثيراً أو قليلًا يشكون الغلاء وارتفاع الأسعار وانتشار التهريب
وتعاطي الهيروين والخشخاش، فإن انحسر ذلك التحوّل الروحي الذي ساد في برهة من
الزمان، واقتادكم إلى الأمام؛ إن انحسر هذا ـ لا سمح الله ـ عادت إليكم السيئات
الأخرى، ورجعت عنكم عناية الله.. عناية الله بهذا الشعب أعطتنا هذا النصر، لم يفعل
أحد منّا شيئاً، لا أحد، الله أكرمنا لا غيره، وكل الموجود منه، وهو أنجزه لنا.. وعندما
ظهر حسن التعاون بين الناس التفت الله إليهم برحمته، فالله ـ تبارك وتعالى ـ لطف
بعباده الضعفاء، فبعد أن وُجد هذا الإحساس بالتعاون أعقبته الرحمة الإلهية.. ورحمة
الله هذه وعنايته هما اللتان أبلغتاكم هذا النصر، فاجتهدوا في حفظه.. فإن حفظتموه
كان لكم إلى الآبدين، وأن نفتقِدْه ـ لا سمح الله ـ فلن أعلم ما سيكون)[2]