اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 249
ثم
بين أن الثورة الظاهرة لم تكن لتحدث لولا الثورة الباطنة، التي هي ثورة الروح،
يقول: (يجب علينا أن نبحث عن النصر في الثورة الباطنية للناس، وما لم يتحقق هذا
الأمر فإنَّ الثورات لا تتعدى نقل السلطة من نظام إلى نظام آخر ويبقى وضع الشعب
على حاله السابق)
ثم
ذكر أن تلك الثورة لم تكن لتحصل بجهود قادتها، وإنما الفضل الأول والأخير فيها
لله، يقول: (إنني أشكر الله على كوني واحداً من أبناء هذا الشعب وخادماً لهذا
الشعب الذي حصل فيه هذا التحوّل والتغيير المعنوي الذي هو من الله، وإلّا فكيف
يمكن أن يتحوّل شخص من مركز الفحشاء إلى مركز العبادة والعرفان، وإلى مركز مقاتلة
الكفار، فلو اجتمعنا كلنا على أن نمنح عشرة أشخاص مثل هذه القدرة لما تمكّنّا من
ذلك على الإطلاق، لأن هذا أمر معنوي وهو بيد الله كما أن كل شيء بيده، وهذا
التحوّل تحوّلٌ نموذجي في العالم، فأنتم تلاحظون أنه لم يكن أي شعب أو أية حكومة
بهذا الوضع على طول التاريخ)[1]
ثم
راح كعادته يدعو شعوب العالم إلى الاستفادة من هذه الميزة في الثورة الإسلامية
الإيرانية، وتطبيقها لتخرج من نير الظالمين، يقول: (على السادة القادمين من الخارج
أن يربّوا شعوبهم ويغيّروهم، ولا يتبعوا الجبابرة ولا يتفاوضوا معهم، عليهم أن
يتوجهوا إلى ما يقوله الشعب ويتحدثون إليه.. فهذه الجماهير التي رأيتموها في كل
مكان، في كل مدينة تفضلتم بزيارتها، وسوف تشاهدونها غداً إن شاء الله، هل جيء بها
بالضغوط والإكراه كما يقول الإعلام الأجنبي أم أنها جاءت من تلقاء أنفسها؟ أية
قوّة تقدر أن تجلب شعباً بأكمله؟ فالشعب عند ما يتحوّل ويتغيّر ويقال له إن الشرع
يقول كذا، والله يقول كذا فإنَّ الله تعالى يقذف في قلبه الحب والرغبة، فاذهبوا
أيها السادة واجعلوا شعوبكم شعوباً إلهية وأيقظوهم