ومما
يدل على مدى اهتمام الإمام الخميني بكلا النوعين من العلوم الشرعية والعقلية تلك
الإجابة البديهية السريعة على سؤال من بعض الصحفيين عن أهم الشخصيات والكتب التي
تأثر بها ما عدا المصادر المقدسة، فقال: (لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال الآن،
فهو يحتاج إلى الكثير من التأمل.. لدينا الكثير من الكتب، فربما أستطيع أن أقول في
الفلسفة: الملا صدرا، ومن كتب الأخبار والمعلومات: الكافي، ومن
الفقه: الجواهر، فعلومنا الإسلامية غنية جداً، ولدينا الكثير من الكتب. ولا نستطيع
إحصاءها لكم)[2]
وهكذا
استطاع الإمام الخميني بفضل مزجه بين العلوم المختلفة، العقلية والنقلية أن يضم
إليه كل أصناف الناس، سواء من مال منهم إلى الفقه وعلوم الفروع، أو من مال إلى
العلوم العقلية بمختلف أصنافها، كما عبر عن ذلك بعض تلاميذه، فقال: (أول صفة جديرة بالاهتمام
يمتاز بها الإمام هي درجته العلمية، فإن الكثير من مجتهدينا وفقهائنا قد تخصصوا في
فرع واحد من فروع العلوم الإسلامية، فمنهم من تخصص بالفقه، والآخر بالأصول، وآخر
بالفلسفة. ومن النادر أن يوجد مجتهد له اختصاص عام بجميع موارد الفقه، وفي الوقت
نفسه له اختصاص مماثل في علم الأصول، أو أن مجتهداً في علم الأصول بالدرجة الأولى،
قد اجتهد أيضاً بعلم الفقه وبالفلسفة، وقد يكون فيلسوفاً وفقيهاً في آن واحد،
وأمثال هؤلاء من القلة النادرة. وفي هذا الوسط النادر نجد أن الإمام قد تجاوز الحد
الطبيعي في مختلف العلوم، فهو ـ باعتراف الكثير من الأفاضل، والعلماء، وذوي الخبرة
في الأصول والفلسفة وفي سائر المعارف الإسلامية ـ ليس له نظير بين المراجع وعلماء
الإسلام، ليس