اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
إلى
الانصراف إلى أمور أخرى على أنها أكثر أهمية، فهؤلاء على خطأ كبير ولعلهم يعملون
لمصلحة جماعة معينة)[1]
وهكذا
يدعو إلى الحفاظ على كل الإيجابيات الموجودة في المناهج السابقة على عكس الثورات
الاستئصالية التي تستغل نجاحها في القضاء على كل قديم، يقول الإمام الخميني: (يجب
أن يبقى الفقه على قوته السابقة وإلى جانب الفقه، يجب الاهتمام بسائر العلوم.
فالفقهاء كانوا علماء أخلاق يدعون الناس والعلماء وأرباب العلم للتحلي بالأخلاق
الكريمة، وعلماء عرفان يدعون الناس إليه ولكن الفقه يبقى الأساس) [2]
وهكذا
يدعو في حديث آخر إلى الحفاظ على التراث الفقهي والاهتمام به وطلب العلم من خلاله،
وعدم الاغترار بالتجديدات التي قد تضره، فيقول: (على السادة العلماء الأعلام
والأساتذة المحترمين الذين ينشدون خير الإسلام والدولة الإسلامية أن يحذروا بشدة
لئلا تخدعهم المظاهر والشكليات وينحرف اهتمامهم عن الأهداف الأساسية والمهمة
للحوزات العلمية المتمثلة في الاشتغال بالعلوم الإسلامية الشائعة لا سيما الفقه
على طريقة السلف الصالح. وحذار من أن يحول ـ لا سمح الله ـ الاشتغال بالمبادئ
والمقدمات دون تحقق الغاية الأصلية وهي بقاء ونمو بحوث العلوم الإسلامية لا سيما
الفقه على طريقة السلف الصالح وعظماء المشايخ أمثال (شيخ الطائفة) ونظرائه، ومن
المتأخرين أمثال (صاحب الجواهر) والشيخ الأعظم (الأنصاري)، فإذا ما فقد الإسلام ـ
لا سمح الله ـ كل شيء وبقي فقهه بالطريقة الموروثة عن الفقهاء العظام، فإنه
باستطاعته أن يواصل نهجه وطريقه، ولكن إذا ما توفر له كل شيء وضاع منه فقهه على
طريقة السلف الصالح هذه، فإنه