اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
مقارنة
لأيَّام الحرب. وعلى الرغم من أنَّ مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب، وكان كلُّ شيء
فيها أكثر وفورًا وأقلَّ سعرًا نسبة إلى سائر مدن البلاد، إلاّ أنَّ وضعنا
المادّيَّ كان بحيث لم نكن نتمكّن من أكل خبز الحنطة، وكنّا عادة نأكل خبز الشعير،
وأحيانًا خبز الشعير والحنطة معًا، ونادرًا ما كنّا نأكل خبز الحنطة. إنّني أتذكّر
بعض ليالي طفولتي حيث لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود
ـ الّتي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد أخواني أو أخواتي أحيانًا ـ وتشتري بها
الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز. لقد كانت مساحة بيتنا الّذي ولدت وقضيت حوالي
خمس سنوات من عمري فيه بين (60 ـ 70 مترًا) في حيّ فقير بمشهد وفيه غرفة واحدة
وسردابٌ مُظلم وضيّق.. وعندما كان يحلّ علينا ضيف. وبما أنَّ والدي كان عالمًا
ومرجعًا لشؤون الناس، فكان دائم الضيوف، كان علينا الذهاب إلى السرداب حتّى يذهب
الضيف. وبعد فترة اشترى بعض المريدين لوالدي قطعة أرض بجوارنا وألحقوها ببيتنا،
فاتسّع البيت إلى ثلاث غرف.. ولم يكن ملبسنا أفضل من ذلك، فقد كانت والدتي تخيط
لنا من ملابس والدي القديمة شيئًا عجيبًا وغريبًا، كان لباسًا طويلًا يصل إلى أسفل
الرُّكبة يحتوي على عدّة وصلات، طبعًا يجب أن يقال إنَّ والدي لم يكن يغيّر ملابسه
بهذه السرعة، فعلى سبيل المثال بقي أحد ملابسه بلا تغيير لمدّة أربعين عامًا)[1]
وهذه
النشأة لكلا القائدين كان لها أثرها البالغ في موقفهما من الاستكبار والظلم،
ودعوتهما لنصرة المستضعفين، وكان لها دور كذلك في ثقة الشعب الإيراني فيهما ذلك أن
الأبطال الحقيقيين هم الأبطال الذين يولدون من رحم الشعب ومعاناته، لا الذين
ينظرون إليه من أبراجهم العاجية.