اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 147
موجه
له للشعوب العربية في بداية ما يسمى [الربيع العربي] أطلق هذه التحذيرات التي دل
عليها الواقع بعد ذلك، فقد قال: (الغرب يقترح عليكم نموذجين: [الإسلام التكفيري] و[الإسلام
العلماني]، وسوف يواصل التلويح بذلك كي لا يستقوي الإسلام الأصولي المعتدل
والعقلاني بين ثورات المنطقة. استعيدوا تعريف الكلمات مرة أخرى وبدقّة)
ثم
خاطبهم محذرا: (إذا كانت [الديمقراطية] بمعنى الشعبية والانتخابات الحرة في إطار
أصول الثورات فلتكونوا جميعاً ديمقراطيين. وإذا كانت بمعنى السقوط في شراك
الليبرالية الديمقراطية التقليدية ومن الدرجة الثانية فلا يكن أحد ديمقراطياً.. و[السلفية]
إذا كانت تعني العودة إلى أصول القرآن والسنة، والتمسك بالقيم الأصيلة، ومكافحة
الخرافات والانحرافات، وإحياء الشريعة، ورفض التغرّب فلتكونوا جميعاً سلفيين، وإذا
كانت بمعنى التعصّب والتحجّر، والعنف في العلاقة بين الأديان أو المذاهب الإسلامية،
فإنّها لا تنسجم مع روح التجديد والسماحة والعقلانية التي هي من أركان الفكر
والحضارة الإسلامية، بل ستكون داعية لرواج العلمانية، والتخلّي عن الدين)[1]
ثم
دعا إلى نبذ كل تلك الطروحات التي يشجع عليها معسكر الاستكبار، فقال: (كونوا
متشائمين من الإسلام الذي تطلبه واشنطن ولندن وباريس، سواء من النوع العلماني
المتغرّب، أو من نوعه المتحجّر والعنيف. لا تثقوا بإسلام يتحمّل الكيان الصهيوني
لكنه يواجه المذاهب الإسلامية الأخرى دونما رحمة، ويمدّ يد الصلح تجاه أمريكا
والناتو، لكنه يعمد في الداخل إلى إشعال الحروب القبلية والمذهبية. وراء هذا
الإسلام من هم أشداء على المؤمنين رحماء بالكافرين.. كونوا متشائمين من الإسلام
الأمريكي والبريطاني إذ إنّه