اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
للمسلمين
من مصائب، يقول: (لقد أشرت إلى هذا الأمر مراراً عندما كنت في النجف وبعد ما أتيت
إلى هنا، وهو أن مجتمعنا يعاني من وجود أفراد وعلماء ينظرون إلى الإسلام من بعد
واحد. فالعرفاء يقبلون الإسلام، إلا انهم يرجعون كل الأمور والقضايا إلى المعاني
العرفانية ولا يولون قضايا الساعة أي اهتمام. لدرجة أنهم إذا ما رأوا آية أو حديث
عن الجهاد، أولوها إلى (جهاد النفس). إنهم ينظرون إلى الإسلام نظرة أخرى ويفهمونه
فهماً يفقده شموليته وتعدد أبعاده. طبعاً كان هؤلاء أناسٌ صالحين ولكن كانوا
ينظرون إلى الإسلام من بعد واحد. ومؤخراً ابتلينا بفئة أخرى على العكس من الفئة
السابقة بحيث ينكر أصحابها كل المعنويات ويتشبثون بالماديات! يدّعون الإسلام غير
أن توحيدهم واعتقادهم بالبعثة والنبوة والإمامة والمعاد يخالف تعاليم الإسلام
تماماً، وأن نشوء هذا النوع من التفكير لم يكن حديثاً بل يمتد إلى عشر أو خمس عشرة
سنة مضت، أو إلى بدايات تأسيس الحوزة العلمية في قم. إن بعض هؤلاء وكانوا من
المعممين قالوا لي مرة: لقد توصلنا إلى قناعة بأن المعاد والجزاء هما هذا العالم
ذاته. والواضح أن عددهم قد زاد اليوم كثيراً) [1]
وهكذا
يذكر الإمام الخميني أن الكثير راح يضع إسلاما يعجنه بأهوائه وآرائه، ويطرحه للناس
باعتباره الإسلام الأصيل، يقول: (البعض يدعي الإسلام في يومنا هذا أكثر منكم،
وهؤلاء لا يعنون الإسلام الذي جاء به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، بل يعتقدون بإسلام آخر من صنع أنفسهم. فتراهم ينادون بالإسلام
الذي يؤمنون به ويحرصون عليه) [2]
وهكذا
نرى الإمام الخامنئي يحذر من تلك التحريفات التي حاول الاستكبار العالمي أن يصور
بها الإسلام، مستغلا تلك الحركات التي لم تهضم الإسلام جيدا، ففي خطاب