اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11
ووردت
الإشارة إلى ذلك أيضا في سورة القصص، وهي السورة التي وضح الله غرضها في أولها،
فقال: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي
الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ
لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا
كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)﴾ [القصص: 5 ـ 6]
ثم
عقب عليها مباشرة بقوله: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ
أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي
وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾
[القصص: 7]
أي
أن إرادة الله بالتمكين للمؤمنين في الأرض، وإخراجهم من طاغوت فرعون بدأ بولادة
موسى عليه السلام، فهو القائد المخلص، وهو الذي كان يفتقده بنو إسرائيل، وبمجرد
ولادته بدأ معه الترقي في سلم النصر.
ولم
يكتف القرآن الكريم بذكر هذا الشرط فقط، وإنما أضاف إليه الشروط التي لا يمكن
للقائد أن يؤدي دوره من دونها، ومنها قوله تعالى في قصة طالوت: ﴿قَالُوا
أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ
وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ
وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ [البقرة: 247]
ومنها
قوله حكاية عن يوسف عليه السلام، وسر اختياره قائدا ومخلصا لمصر من الأزمة التي
تتعرض لها: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ
عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 55]
ومنها
قوله عن موسى عليه السلام، ومواصفات القيادة فيه، قال تعالى: ﴿قَالَتْ
إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ
الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: 26]
وبناء
على هذه النصوص جميعا ـ سواء تلك التي تشترط توفر القيادة لأي حركة تغييرية، أو
تلك التي تذكر صفات القائد ـ يمكن قراءة سر نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية؛ فقد
كان للإمام الخميني الدور الكبير في نجاحها، وذلك لتوفر جميع صفات القيادة الحكيمة
في شخصه، بالإضافة إلى ممارسته الصحيحة والحكيمة لدوره القيادي، وفي أحلك
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11