اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
الفصل الأول
الثورة
الإسلامية.. والقيادة الرشيدة
الركن
الأكبر من أركان انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، ومثلها انتصار أي ثورة، توفر
القائد الذي يستطيع أن يحرك الشعب، ولو تأملنا كل أسباب الهزيمة التي نزلت بجميع
الثورات العربية، وخصوصا ما يطلق عليه [الربيع العربي] نجد أنه يمكن اجتماعها في
افتقادها للقائد، حيث أنها تحولت إلى حركة عشوائية فوضوية غير مضبوطة، ولذلك سهل
اختراقها، وتحويلها عن مسارها الصحيح الذي يخدم الشعب والدولة إلى المسار الذي
يخدم أعداء كليهما.
وفهم
سر ذلك ليس صعبا، ذلك أن الشعب يتقمص جميعا شخصية القائد، بكل معانيها، ويتحول
بذلك إلى قوة واحدة، يمكنها أن تحطم كل من يقف في طريقها، لكنها عند افتقاد
القائد، يصبح لكل شخص قوته الخاصة، والتي قد تتعارض مع سائر القوى، وبذلك تأكل
الثورة بعضها بعضا، ويأكل الشعب بعضه بعضا مثلما نرى في ليبيا التي لا يزال
التناحر بين الثوار أنفسهم، لأنهم لم ينطلقوا من قيادة موحدة، وإنما من قيادات
كثيرة، حصل التنازع بعدها على المكتسبات.
وقد
وردت الإشارة القرآنية إلى هذا المعنى في مواضع مختلفة، أولها، وأكثرها صراحة ما
ورد في قصة طالوت؛ فهي تشير إلى أن التخلص من الهزيمة، لا يكفي فيه توفر الجيوش
فقط، وإنما يحتاج أيضا إلى توفر القائد الحكيم الذي يعرف كيف يقود الجيوش للنصر،
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ
بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 246]
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10