اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
الثورة
للتيارات اليسارية وغيرها ـ: (إنكم أينما ذهبتهم ترون أن الذي دفع الناس للانخراط
في الثورة هم علماء الدين، فلا تقفوا الآن معارضين لعلماء الدين وتقولوا: (الإسلام
من دون رجل الدين)؛ فالإسلام من دون رجل الدين كالطب من غير طبيب.. الطب من دون
طبيب معناه أننا لا نريد الطب.. وإلّا فلا يمكن أن يكون هناك طب ولكن دون طبيب.
الإسلام من دون العالم معناه إننا لا نريد الإسلام. إنكم إذا حطمتم هذا السد لن
تستطيعوا إنجاز أي من الأعمال ولو اجتمعتم كلكم. علماء الدين هم الذين يستطيعون
العمل، ابحثوا، انظروا، ادرسوا هذه النهضة. انظروا من الذي كان يتقدم بالنهضة؟ أية
فئة كانت مؤثرة في الحركة أكثر من غيرها.. الجميع كانوا مؤثرين، ولكن الذي كانت
الجماهير تسير من وراءه، عامة الناس، المعيار هو الفلاح، البائع الذي في السوق،
المعيار هو هذا الشارع وهؤلاء الناس الذين هم في الشارع، من الذي كان يعبئ هؤلاء
ويهيئهم لهذا العمل؟ إنهم علماء الدين. طبعاً كان هناك آخرون ولكن علماء الدين
كانوا في الطليعة. فلا تفكروا أن تكتبوا الآن في الصحف: (سيطر علماء الدين)، فإذا
اعرض الناس عن مثل هذه الصحيفة، يأتي الكتّاب والصحفيون ويقولون: لقد وقفوا بوجه
الديمقراطية! لقد وقفوا بوجه الحرية!)[1]
وعبر
عن ذلك أحد قادتها وشهدائها الكبار، الشهيد مطهري، وذلك في محاضرة له عن دور
العلماء في الثورة، والرد على الذين يتوهمون تخلفهم عنها، حتى يتيحوا المجال
لليساريين وغيرهم لنيل المكاسب، فقد قال في ذلك: (سيكون
كلامي حول موضوع مهم وهو دور علماء الدين قبل الثورة وبعدها.. ومع أن عملهم واضح
بيِّن لا يخفى على أحد من أنهم يسيرون على الخط الإسلامي لتحقيق الأهداف السامية
كالقضاء على الظلم وإقرار العدالة والإصلاح في المجتمع.. مع ذلك نجد أن اليسار
دائماً يتساءل كيف أصبح علماء