اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 105
التي
أعدَّته.. إن الذين خانوا بلدنا ونهبوا جميع ما نملكه لا فرق عندهم بين أن تكون
أمريكا هي التي تقدم لهم الإمكانات المادية مثل السيارة والحديقة وغيرها أو أن
يحصلوا عليها من طريق صحيح.. لا فرق عندهم بين الطريق السليم وغير السليم.. إنهم
يريدون سيارة ولا فرق لديهم بين أن تصلهم عن طريق النبي أو أبي جهل؛ فلا شأن لهم
بالوسيلة وإنما المهم عندهم هو السيارة.. إن الذين خانوا بلدنا، وجروه للدمار،
أولئك الذين كانوا يفتقرون إلى الإيمان، ولو كان يوجد بينهم شخص واحد مؤمن لما كان
قام بهذه الأعمال.. إن الذين سرقوا ونهبوا وأفسدوا ما عندنا، كانوا لا شأن لهم
بالإسلام ولا اعتقاد لهم به، ولا يعتقدون بما وراء الطبيعة، ولا يعتقدون بالمعنويات،
كانوا يقولون إن الحياة هي هذه الأيام القلائل، فليكن كل شيء بشكل أفضل وأكثر
رفاهية، وليحصل من أي طريق كان)[1]
ويدل لهذا
ما وقع في إيران منذ بداية ثورتها عام 1963، حيث كان الإمام الخميني وتلاميذه
المباشرون هم القدوة في تضحياتهم لكل من بعدهم من الجماهير الذين التحقوا بركب
الثورة، بعد أن اقتنعوا بأن تكليفهم الشرعي يتطلب منهم المشاركة فيها، والذود
عنها.
ونحب
هنا ـ مثلما فعلنا في المبحث السابق ـ أن نذكر بعض توجيهات قادة الثورة الإسلامية
المرتبطة بهذا الجانب، لنرى من خلالها كيف استطاعوا تجييش تلك الحشود الكبيرة من
العلماء والأساتذة وطلبة العلم والنخبة المثقفة لتكون في مقدمة الثوار.
1 ـ دور علماء الدين في الثورة:
من
خصائص الثورة الإيرانية أن محركها لم يكن الشيوعيون، ولا الليبراليون، ولا أصحاب
أي مدرسة من المدارس الفلسفية أو الاجتماعية المعروفة، وإنما كان محركها علماء
الدين، كما عبر عن ذلك الإمام الخميني في بعض خطبه بقوله ـ ردا على الذين ينسبون