اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107
الدين
ثواراً؟ إذ باعتقاد الفئات اليسارية أن الطبقة المحرومة هي أساس الثورة الشعبية،
ولذا لا يتسنى لرجال الدين قيادتها لأنهم على علاقة وثيقة بالحكم الشاهنشاهي، أما
مسيرهم مع الثوار فعلى أساس خطة مدبرة من الطبقة الحاكمة لإنقاذ عرشها، بعد ما
وجدت نفسها على شفير الهاوية لجأت إلى الروحانيين لاحتواء الثورة حتى يعيدوا
للطبقة الحاكمة طريق العودة.. وأصدرت منظمة [طوفان] السرية نشرة في شباط سنة 1979
في جريدتها [حزب العمال والفلاحين الشيوعيين الإيرانيين]، وقالت فيها: لا تنخدعوا
بهؤلاء الرجال الذين يُدعون رجال الدين، لأنهم من صنع نظام الشاه ويريدون حفظ هذا
النظام.. كذلك نجد عند بعض المثقفين العجب والغرابة في أن قيادة الثورة الإيرانية
بأيدي علماء الدين فيحاولون بأية وسيلة إلصاق التهم بأنهم عملاء للإنجليز والروس..
وهذا الاتهام للعلماء الروحانيين نتج عنه فصل بينهم وبين بعض المدنيين، يقول أحد
الكتاب، وهو ابتدأ حياته الفكرية مع حزب تودة (الحزب الشيوعي الإيراني) ثُمّ أصبح
متدينا مع مرور الأيام في مقال له سنة 1979: بأن السبب الرئيسي في هزيمة ثورتي
المشروطية والوطنية بقيادة [مصدق] هو الانفصال الذي حصل من قبل العلمانيين مع
المؤمنين ورجال الدين، ومحاولة استثمار جماعة مصدق وحدهم بالسلطة بعد نجاح النهضة)[1]
وبعد
أن أورد ما لا نـزال نسمعه من المحللين الذين يتصورون أن العلماء وأصحاب العمائم
سرقوا الثورة من الشعب والشيوعيين وغيرهم، بناء على مؤامرة مدروسة، قال: (في هذه
الثورة كان يظن المثقفين بأن العاملين الأساسيين في المجتمع والثورة هما العامل
الاقتصادي والعامل السياسي.. ولم يستطيعوا التوصل إلى وجود عامل آخر هو أمتن وأعمق
جذوراً في المجتمع وأسبق وجوداً في الثورة من العاملين ألا وهو العامل الديني..
ولوجود
[1] قضايا الجمهورية الإسلامية، مرتضى مطهري
(ص: 33)
اسم الکتاب : إيران ثورة وانتصار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107