responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

يتناسون جراح المعركة وآلامها ويقفون دون المأمون يذودون عنه السبئية حتى لا تطبق عليه بكل مكائدها)[1]

5 ـ هارون.. والصراع مع غير المسلمين:

لم يكتف هارون بكل تلك الجرائم التي ارتكبها في حق الأمة التي ينتمي إليها، والتي كانت كافية لتشويه الإسلام، ووضع الحجب التي تحول دون الاقتناع به، وإنما راح يضيف إليها جرائم أخرى لا تقل عنها، وهي تلك المعاملة القاسية مع غير المسلمين سواء كانوا من الذين يقيمون ببلاد الإسلام، أو من الذين لا يقيمون خارجها.

وللأسف؛ فإن هذا الموقف الذي يخالف الشريعة التي أمرت المسلمين أن يكونوا شهداء على الناس بإعطائهم صورة حسنة عن الإسلام، لقي إعجابا كبيرا من كثير من العلماء ومن تبعهم من الدهماء المقلدين الذين نظروا إلى المسألة من باب عزة الإسلام، لا من باب الدعوة إليه.

ولو أنهم قرؤوا القرآن الكريم، لرأوا كيف أمر الله تعالى باستعمال كل الوسائل لتأليف قلوب غير المسلمين، حتى يكون ذلك مقدمة نفسية لهم للبحث في الإسلام، وربما الاقتناع به والدخول إليه، كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الممتحنة: 8 - 9]

بل إن الله تعالى أعطى نصيبا من الزكاة للمؤلفة قلوبهم، فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ


[1] بين الأمين والمأمون وسقوط بغداد، الشيخ عبدالرحمن الوكيل، موقع الألوكة، 10/11/1434 هـ.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست