اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72
الإسلامي باسم
[الفتنة الرابعة] أو [الحرب الأهلية العباسية الكبرى]، ويذكرون ـ باتفاقهم جميعا ـ
أن سببها ليس الروافض المجوس، ولا ابن سبأ، ولا ابن العلقمي، ولا نصير الدين
الطوسي، وإنما هو هارون الذي تسمونه رشيدا.
فقد ذكروا أن
تلك الحرب الطويلة كانت بسبب النزاع بين الأخوين الأمين والمأمون على خلافة العرش
العباسي، ذلك أن والدهما هارون الذي يطلق عليه لقب الرشيد، كان (قد اختار الأمين
كأول خليفة له، لكنه أيضاً اختار المأمون كخليفة ثاني ومنحه خراسان كإقطاعية،
بينما ابنه الثالث، القاسم، خليفة ثالث، من غير أن يحسب حسابا للعواقب التي تنجر
وراء هذا التقسيم)[1]
وبعد وفاة
هارون، حصل النزاع بين الأخوين.. وبدأ على شكل مراسلات وسفارات متبادلة بين
الأخوين حول مشكلة العهد المعلق في الكعبة، والذي كتبه هارون، وضمنه ذلك التقسيم
المشؤوم.
وما لبثت تلك
المراسلات أن تحولت إلى مناوشات، ففي أوائل سنة 195 هـ أمر الأمين بوقف الدعاء
للمأمون وأعلن البيعة لابنه موسى، ولقبه بالناطق بالحق، ونقش اسمه على السكة وكان
هذا بمثابة خلع المأمون، ثم بعث من سرق الكتابين بالكعبة وحرقهما، وأمام هذا
الاعلان رأى المأمون أن يستعد للحرب فجهز جيشا كبيرا وحشده على حدود خراسان في
منطقة الري، وولى عليه قائدين من أتباعه المخلصين وهما طاهر بن الحسين وهرثمة بن
أعين الذي يرجع اليه الفضل في اعداد جيش المأمون اعدادا قويا، أما الأمين فقد
اختار علي بن عيسى بن ماهان أحد كبار رجال الدولة الذي كان واليا على خراسان في
عهد هارون.
[1]
في التاريخ العباسي والأندلسي: أحمد مختار العبادي، دار النهضة، ص88.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 72